قد تكون زيارة الكاتب والصحفي وعالم الآثار والأديب المصري الراحل كمال وليم يونان الملاخ (كمال الملاخ)، لمهرجان برلين السينمائي 1975، فتّحت وعيه على تظاهرة ثقافية جديدة من نوعها، لم تعرفها مصر أو الوطن العربي بأكمله من قبل، وربما يكون قد عاد من رحلته هذه، تداعب خياله فكرة وجود مهرجان فني في مصر.
عاد الملاخ لمصر، ويسيطر على ذهنه حلم لا يقل أهمية وعظمة، عما حققه في 26 مايو 1954، عندما اكتشف أحد “مراكب الشمس”، أحد أهم آثار الملك خوفو، وأخرجها إلى النور بعد أن ظلت في باطن الأرض 5000 سنة، وكان هذا الحلم هو إقامة مهرجان سينمائي دولي في مصر.
لكن المؤكد أن السبب الذي حول حلم الملاخ إلى حقيقة، ذلك الخبر الذي نشرته مجلة “فارايتي” الأمريكية،
عن استعدادا دولة إسرائيل لإقامة مهرجان سينمائي، فاختلط الحلم الفني بحس وطني، كان في قمة تألقه بعد انتصار أكتوبر،
فأسرع الملاخ بالتعاون مع نخبة من النقاد المصريين، الذين رافقوه في رحلة مهرجان برلين، وشاركوه حلم المهرجان،
ومنهم: فوميل لبيب وعبد المنعم سعد وماري غضبان وأحمد ماهر، أسرعوا إلى اتخاذ خطوات جادة في سبيل تحقيق الحلم بأسرع شكل ممكن،
فعقد اجتماعا لأعضاء “الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما”، التي تأسست في أكتوبر 1973 برئاسته،
لتحمل مسئولية إطلاق المهرجان، الذي قدم أولى دوراته تحت اسم “مهرجان القاهرة السينمائي الأول” في 15 أغسطس عام 1976،
لتكون مصر صاحبة أول مهرجان دولي في منطقة الشرق الأوسط كلها.
“ولد عملاقا”:
“مهرجان القاهرة السينمائي الدولي” يستحق عن جدارة أن يقال عنه أنه من المهرجانات التي ولدت عملاقة،
والدليل على ذلك أن الدورة الأولى للمهرجان ضمت 100 فيلم من 33 دولة، وتنافس في المسابقة الرسمية 14 فيلما فقط،
وهو ما عكس أهمية إقامة المهرجان في هذا التوقيت تحديدا، وتلهف السينما العالمية على فتح أسواق في منطقة الشرق الأوسط.
البوم صور إطلالات الفنانين من مهرجان القاهرة السينمائى 40 CIFF