لم يرغب كارل لاغرفيلد في أن يجري تذكره و المبالغة في الشعور بالحزن و الأسى على رحيله حتى سخر كثيراً من “الجنائز”، و وصيّته هي الحرق و تحويل الجثمان إلى الرماد و لمّح إلى قطته التي في حال وفاتها سيُخلط رمادها معه أيضاً. لم يترك كارل لاغرفيلد مراسم توديعه بدون التخطيط المُسبق لها فالدقة التي تميّزت بها حياته أراد أن ترافقه حتى بعد وفاته، و بالرغم من عدم نشر وصية كارل لاغرفيلد الرسمية إلى الآن فالراحل قد صرّح كثيراً في عدة لقاءات عن الطريقة التي يرغب أن يُعامل فيها بعد الرحيل. لم يرغب في أن تُقام له جنازة، و قال “أفضّل أن أموت على أن أدفن” لذلك أوصى أن يُحرق جُثمانه و يُخلط الرماد برماد والدته و صديقه الوحيد و كما وصفه “حب حياته” الفرنسي جاك دو بشير الذي توفي عام 1989 بمرض الأيدز.
و احتراماً لتنفيذ وصيّته اجتمع أقرب الأشخاص لكارل لاغرفيلد في Nanterre بشرق باريس فكانت لحظات حزينة و مهيبة، فسابقاً كانت تضمّهم المقاعد الأمامية لمنصّات عروض شانيل و فيندي أما في تلك اللحظة فكان الوداع الأخير له حيث مراسم حرق الجثمان و بالطبع كما منح كارل الأناقة للجميع طوال حياته جاءت الإطلالات تحية له و لعشقة للموضة مُزجت بالحزن الشديد و البالغ الذي ارتسمت به ملامح الحضور.
الأميرات وأشهر كتّاب الموضة
من الحضور كانت صديقته آنا وينتور و آماندا هارليش التي عملت بالقرب من كارل لاغرفيلد مستشارةً للموضة و كاتبة و كارين رويتفيلد، و علاقته القوية بالعائلة الملكية لإمارة موناكو جعلت العديد من أفرادها على قائمة الحضور لتوديعه، فرأينا أميرة هانوفر كارولين التي بدا التأثر الشديد عليها و الأميرة شارلوت كاسيراغي و شقيقها الأمير أندريا كاسيراغي.
و بالطبع مساعدته الأقرب التي عملت معه 30 عاماً فيرجين فيارد التي سُمّيت المديرة الإبداعية لشانيل خلفاً له، و الحارس و المساعد الشخصي الذي رافقه طويلاً سيباستيان جوندو و عارض الأزياء بابتيست جيابيكوني.
عائلة الملياردير الفرنسي أرنو
أما عائلة الملياردير الفرنسي برنار أرنو و مالك مجموعة LVMH التي تُدير أفخم علامات للموضة فكانت بكاملها في مراسم التوديع، فحضر برفقة زوجته هيلين مرسييه و ابنه ألكسندر و ابنته ديلفين أرنو الرئيسة التنفيذية للويس فويتون، كما حضر ابنه أنطوان أرنو برفقة عارضة الأزياء الشهيرة ناتاليا فوديانوفا التي عملت مع كارل لاغرفيلد كثيراً و كذلك الموديل ساشا بيفوفاروفا التي شاركت كوجه دعائي في حملات شانيل.
غياب هادسون و حضور عائلته
أما عارض الأزياء براد كرونيغ Brad Kroenig فحضر المراسم برفقة زوجته و ابنه الصغير جايمسون بينما غاب ابنه الأكبر هادسون (11 عاماً) الذي ظهر عدة مرات في نهاية العروض مع كارل لاغرفيلد و يُعدّ عرّابه، و من المتوقع أن يرث جزءاً من ثروة الراحل.
تعليمات صارمة لتقبّل التعازي في متاجر شانيل
بعد مراسم تحويل الجثمان إلى رماد توجّه أصدقاء كارل لاغرفيلد من دائرة حصرية كانت الأقرب له إلى متجر شانيل بشارع كامبون في باريس الذي زُيّن من الصباح بباقات الورود خارج نوافذ العرض وضعها عشاق المُصمّم في العاصمة باريس حيث جمعتهم جلسة وداع خاصة و تكريم له.
ارتباط الأناقة و الذوق الرفيع بكارل لاغرفيلد لا يقتصر فقط على إطلالات تحمل توقيعه بل الأجواء العامة التي تُحيط به حتى بعد رحيله عن عالمنا، فقد تلقت متاجر شانيل بياناً يوضح كيفية تعامل العاملين مع الزبائن الذين يمرّون لتقديم التعازي حيث جرى التشديد على الرد بإحدى هاتين العبارتين “شكراً لكم على تعازيكم” أو “إنه وقت صعب بالنسبة لنا جميعاً”.
كارل يوصي بالزهور البيضاء
كذلك أزيلت جميع المعروضات من نوافذ العرض للمتاجر واستُبدلت بباقة أزهار بيضاء حدّدها كارل قبل وفاته بأن يبلغ طولها 120 سم و توضع فقط في مزهرية بيضاء أو شفافة.
أما العزاء الأكبر المُرتقب بالتأكيد فسيكون عرض شانيل المقبل لخريف 2019 بعد أيام قليلة حيث سيجتمع عُشاقه لرؤية لمساته الأخيرة و احتفالاً ببداية تخليد اسمه كأيقونة للموضة تحتفي به الأجيال القادمة.